نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 178
والرشوة وحيل الفقهاء وتزويراتهم التي ينسبونها الى الشرع الشريف افتراء وتلبيسات اصحاب التشيخ والتدليس ايضا من هذا القبيل ومن عظم جرم هؤلاء أسند سبحانه انتقامهم الى نفسه بقوله وَأَعْتَدْنا صيرنا وهيأنا لِلْكافِرِينَ الساترين طريق الحق مِنْهُمْ عَذاباً تبعيدا وطردا أَلِيماً مؤلما لتحسرهم على مرتبة اهل القرب والعناية
لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وهم الذين يرتقون من مرتبة العلم الى العين والحق وَالْمُؤْمِنُونَ المصدقون منهم الذين يُؤْمِنُونَ ايضا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ بلا تفريق وتفاوت ايمانا واحتسابا وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وهم الذين يديمون الميل والتوجه نحو الحق بجميع الأعضاء والجوارح اطاعة وانقيادا إذ رجوع الكل اليه وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ
وهم الذين يؤتون بما نسب إليهم من مزخرفات الدنيا طلبا لمرضاة الله وهربا عن التعلق بغيره وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ اى الذين يوقنون بوحدة الله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ المعد لثمرة الأعمال الصالحة المعمولة في طريقها أُولئِكَ السعداء الأمناء الموحدون المخلصون سَنُؤْتِيهِمْ من لدنا أَجْراً عَظِيماً الا وهو الفوز بشرف اللقاء. ربنا آتنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب. واعلموا ان رسوخ الراسخين المتمكنين في الايمان وطريق التوحيد والعرفان انما يحصل من الهامنا ووحينا واعلامنا وايقاظنا إياهم عن سنة الغفلة ونعاس النسيان وإرشادنا لهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب عليهم من عندنا وذلك من سنتنا المستمرة وعادتنا القديمة لا يحتاج فيها الإلحاح والاقتراح
إِنَّا قد أَوْحَيْنا من مقام جودنا إِلَيْكَ يا أكمل الرسل الكتاب الجامع لجميع ما في الكتب السالفة على الوجه الأبلغ الأبين لطريق التوحيد كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ صحفا مبينة لطريق التوحيد والتنزيه قدمه لكونه أول من انزل اليه واقدم من سائر الأنبياء وَقد أوحينا ايضا بعد نوح الى النَّبِيِّينَ الذين جاءوا مِنْ بَعْدِهِ بما يبينون به طريق الحق من الكتب والصحف وَأَوْحَيْنا خصوصا إِلى آبائك يا أكمل الرسل إِبْراهِيمَ المتخلق بالأخلاق الإلهية المتحقق بمقام الخلة وَإِسْماعِيلَ المتمكن بمقام الرضا والتسليم وَإِسْحاقَ المترقب المتوجه الى الحق من كل صورة وشكل لتحققه بمقام التوحيد وَيَعْقُوبَ المتوجه الى الله في السراء والضراء لتحققه في مقام التفويض وَالْأَسْباطِ المتوجهين الى الله في جميع حالاتهم منهم يوسف المترقى من الصور الخيالية الى الأمور العينية والغيبية لصفاء ظاهره وباطنه عن الكدورات البشرية وَعِيسى المؤثر في العالم بالتأثيرات الإلهية والنفسانية الرحمانية لاضمحلال ناسوتيته في لاهوتية الحق وَأَيُّوبَ المتحقق المتمكن في مقام الصبر والرضا بما جرى عليه من القضاء لتحققه بمقام العبودية وَيُونُسَ المتحقق في مقام الخوف والرجاء مع الله وَهارُونَ المتمكن في مرتبة الامانة والديانة واطمئنان النفس وَسُلَيْمانَ الجامع لجميع مراتب عالم الغيب والشهادة لتحققه بمقام البسطة والاستيلاء وَقد آتَيْنا من كمال فضلنا وجودنا داوُدَ المتحقق بمقام الحكمة المقتضية لعموم التدبيرات الواقعة بين المراتب الإلهية زَبُوراً يفصل به بين الحق والباطل والخطأ والصواب
وَكما أرسلنا الى هؤلاء المذكورين قد أرسلنا رُسُلًا ايضا قد قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ في كتابك مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَقد كمل امر الوحى نوع تكميل في موسى الكليم إذ كَلَّمَ اللَّهُ المرسل للرسل المنزل للكتب مع مُوسى المتحقق بمقام القرب والوصول تَكْلِيماً لا يدرك كيفيته ولا
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 178